تقاريرسلايد

إيمان حسن.. بأي ذنب قتلت؟

لغز اختفاء إيمان حسن في المانيا

منذ شهر نوفمبر الماضي، وشقيقة  إيمان حسن تحاول بكل الطرق الوصول إليها، أو معرفة مكانها، أو معرفة ماذا جري لها، بعدما صحبها زوجها للعيش في المانيا، بحثا عن حياة أفضل ودخل أفضل ومستقبل أفضل، لكنها لم تجد الثلاثة.. وانتهت قصتها بشكل مأساوي لم تتوقعه حاملة درجة الدكتوراه في علم النفس.

تزوجت إيمان حسن  ابنة محافظة الشرقية، منذ سنوات من زوجها الشاب السوهاجي، واتفقا على السفر لألمانيا، بحثا عن فرصة حياة افضل، وعن جنسية لأولادهم، لكنها اختفت، تبخرت، لم يُعثر لها على موكئ قدم، ولم تعد حتى بخفي حنين، ولكي تفهم القصة علينا أن نسردها من البداية…

من البداية… هذه حكاية إيمان

كانت إيمان حسن التي لم تتخطي العقد الثالث من عمرها تعيش مع زوجها، في بلدة “باد آيبليتج” الواقعة في ولاية بافاريا، وفي شهر نوفمبر الماضي تفجرت قصتها، عندما اختفت إيمان فجأة. هاتفها المحمول توقف عن العمل ولم تعد ترد على أي مكالمات. كما أن آخر ظهور لها على فيسبوك كان قبل اختفائها بشهر كامل.

إيمان قبل الاختفاء

حاولت شقيقتها الوصول إليها بجميع الوسائل الممكنة، لكن الأمر كان يبوء بالفضل، تنقلت بين صفحات المصريين المقيمين في الخارج، بحثًا عن أي معلومة، حتى أثارت القضية وبدأت الأصوات تتعالى، في هذه اللحظة، خرج الزوج أخيرًا عن صمته وليته ظل صامتا، قال الزوج: “إيمان خرجت من المنزل ولم تعد”، لم يكتفِ بذلك، بل بدأ يلمّح بشكل مسيء لسلوك زوجته، وكأنه يُمهّد لإدانتها أمام الناس، وانها امرأة سيئة السمعة.. لم يكن صوت الرجل يوحي باي حزن على ما حدث، لم يحزن لفراق زوجته، لم يحزن لأطفاله فاقدي الام وحنانها، لكنها كان لا مبالي.. كان هذا السلوك كفيلا بالشك به، لكنه شكا بلا دليل، فالزوجة اختفت، ولم يعثر لها على أية آثار..

 إيمان حسن

تجدر الإشارة إلى أن  إيمان حسن أم لثلاثة أطفال، أصغرهم لم يكن قد تجاوز السبعة أشهر عند اختفائها، فالسؤال هنا يخرج من المنطق والعقل، موجّها إلى الزوج: زوجتك خرجت ولم تعد، أليس من الطبيعي أن تُبلّغ الشرطة؟ إجابته كانت صادمة: لا، لم أبلغ، ولن أبلغ! تصرف كهذا لا يترك الكثير للخيال… المشهد واضح، وهناك ما يدعو للشك في تورطه، أقسم لك أنني عندما شاهدت ما كتبه الزوج ردا على اختفاء زوجته وأيقنت أنه السبب وراء اختفائها، لم يكن يساورني الشك، أن هذا سلوك قاتل يحاول درء التهمة عن نفسه، فأثبتها أكثر وأكثر..

تدوينة لشقيقة ايمان

من خلال البحث، تبيّن أن إيمان كانت تعاني من عنف زوجها، ووصل بها الأمر إلى اللجوء إلى إحدى دور إيواء النساء المعنّفات في ألمانيا، برفقة أطفالها، ومكثت هناك فترة، ثم عادت إلى بيتها بعد “مصالحة” مع الزوج، لتدخل من جديد في دوامة الغموض.

السلطات الألمانية قامت بإلقاء القبض على الزوج لاحقًا، لكنه أنكر أي علاقة بالواقعة، وتظاهر بالحزن، باكيًا كأنه يؤدي مشهدًا مسرحيًا أمام الجمهور، في محاولة لكسب التعاطف. لكن الغريب أن هذا الزوج استمر في كتابة منشورات على فيسبوك يشكك فيها في شرف زوجته، ويتحدث عنها وكأنها “رحلت لتعيش حياتها”… نكران وطمسٌ للقضية بكل ما فيها من بشاعة في حق الضحية، ودناءة وخسة من طرف الزوج.

لكنّ القدر كان له رأي آخر.

بعد سبعة أشهر من اختفاء إيمان، حدث ما لم يكن في الحسبان: اختفى طفل صغير من نفس المنطقة، فبدأت الشرطة عمليات بحث مكثفة باستخدام الكلاب البوليسية، وخلال البحث، عثرت الكلاب على جثة مدفونة في الغابة… كانت جثة إيمان.

الزوج

تم استدعاء الزوج من جديد، وأمام الدليل، قال: “لست أنا من قتلها، بل شقيقي”، وتبيّن أن شقيق الزوج حضر إلى ألمانيا قبل الحادثة بشهر، وأنه شارك في الجريمة. الاثنان أمسكا بإيمان وقتلاها، ثم قاما بدفن جثتها في الغابة، بملابس المنزل، حرما الأم من أبنائها، وحرما أهل إيمان من ابنتهم، وخاضا في عرض سيدة يتحلل جسدها في غابات المانيا، التي طارت فرحا عندما علمت أنها ستعيش فيها، لكن ما لم تكن تعرفه، أنها ستموت فيها، ستقتل فيها، ستفهم معنى طعنة الغدر، في بلاد الرايخ الألماني من الرجل الذي أئتمنته على نفسها، فضيع الأمانة.

شقيق الزوج

حاليًا، الزوج وشقيقه خلف القضبان. أما أبناء إيمان الثلاثة، فقد طالبت أسرتها في مصر بحضانتهم، إلا أن السلطات الألمانية رفضت، نظرًا لأن الأطفال يحملون الجنسية الألمانية، وتم إيداعهم في إحدى دور الرعاية هناك.

وفي النهاية…
هل رأيت يومًا بشاعة بهذا الحجم؟
هل عرفت من قبل نذالة بهذا الشكل؟
وكما تساءل الفنان أحمد زكي ذات مرة، في فيلم “معالي الوزير”:”عمرك شفت سفالة أكتر من كده؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!