لم يكن الرجل الذي روّج لمصطلح “البقاء للأصلح” يتمتع بلياقة بدنية عالية، على العكس فقد ولد تشارلز داروين في عائلة من الأطباء الإنجليز قي عام 1809، وعانى من مجموعة من الأمراض بدأت في أوائل العشرينيات من عمره، من أهمها القيء المزمن وآلام البطن ومشاكل الجهاز الهضمي.
وفي وقت لاحق من حياته، أصيب بمشاكل صحية أخرى متفرقة، بما في ذلك الإكزيما والدمامل والضعف والدوار والارتعاش وآلام المفاصل.
في سن الثالثة والسبعين، هدأت مشاكل المعدة إلى حد ما ولكن ذاكرته تدهورت، واستسلم صاحب نظرية التطور لفشل القلب بعد تدهور استمر ثلاثة أشهر بدأ بدوار أثناء قيامه برحلة تسلق.
داروين وعائلته
كان داروين رجلاً محباً لعائلته في وقت كان فيه الآباء من هذا النوع نادرين جدًا، ولقد قال لزوجته إيما قبل وفاته بفترة وجيزة: “أنا لست خائفاً من الموت، كم كنت زوجة صالحة لي، أخبري كل أبنائي أنهم كانوا طيبين معي”.
هل عاد إلى المسيحية؟
بعد موت داروين سادت شائعات، تقول أن العالم اللاأدري قد عاد إلى المسيحية في اللحظات الأخيرة، ولكن نفى المقربين منه هذا، وقالوا أن سببها كانت مبشرة بريطانية تدعى السيدة هوب قالت أنه تراجع عن أفكاره وغير نظريته عن التطور.
خلال حياة داروين، فشل أبرز الأطباء في إنجلترا في فك رموز مجموعة الأعراض التي عانى منها عالم الطبيعة، فقد تراوحت تشخيصاتهم بين النقرس والتهاب الزائدة الدودية والتهاب الكبد والإرهاق العقلي والفصام، وقد وصف له الأطباء العديد من الأدوية مثل: الليمون، والبيرة الهندية، والعلاج المائي، والزرنيخ، والإستركنين، والكودايين، وغيرها من بين عدد لا يحصى من العلاجات الأخرى، ولكنها لم تسبب له سوى القليل من الراحة.
الطب الحديث يجيب
مؤخرًا قام أطباء جامعة ماريلاند بإعادة تشخيص سبب وفاة داروين، الرجل الذي توفي سنة 1882،
وقال سيدني كوهين، أستاذ الطب ومدير الأبحاث في كلية جيفرسون الطبية أن العالم ربما أصيب بمرض طفيلي يسمى مرض شاغاس، أثناء سفره حول العالم وجمع الأدلة على نظريته العلمية.
وحدد كوهين توقيف العدوى، حيث قال انه ذلك عندما كان على متن سفينة إتش إم إس بيجل، وقد ترك دون علاج، وهذا الطفيلي تسبب في النهاية في تلف القلب.
ويرى كوهين أنه من المؤسف أن العلم لم يكن بعد قد تطور من أجل معالجة داروين من تلك المشكلة، وأنه لو كان موجودًا الآن لتم إنقاذه بسهولة.
