
يظهر لنا المخترع ورجل الأعمال الأمريكي أيلون ماسك باعتباره مخترع السيارة الكهربائية، عن طريق سيارته التي تحقق أرباحًا مهولة؛ سيارة “تسلا”، ولكن الحقيقة أن تسلا ليست أول سيارة كهربائية، والخبر الأغرب أن السيارة قد بدأت كهربائية بالفعل، لا تعمل بالجاز!
بدايات كهربائية
في عام 1900 وفي أول معرض للسيارات في الولايات المتحدة الأمريكية عرضت 160 سيارة، وكان من بين هذا العدد 54 سيارة كهربائية، بما يمثل ثلث السيارات المعروضة.
كانت السيارات الكهربائية ذات شعبية كيبرة، تتفوق على سيارات الجاز، وتتميز عليها بميزة مهمة، وهي أنها لا تحتاج إلى “منافلة”، وقد كانت السيارات في البداية تعمل بمنافلة من أجل إدارتها، ولم تكن سيارات الكهرباء تحتاج إلى هذا.
وعلى عكس المتوقع وما يعرفه أغلب الناس من أن كارل بينز هو أول من اخترع السيارة، ولكن الحقيقة أن اختراع السيارة بدأ مبكرًا تحديدًا في عام 1832 على يد رجل يدعى روبرت أندرسون.
أول عربة كهربائية
لا يُعرف الكثير عن المخترع الاسكتلندي روبرت أندرسون بخلاف الحقيقة الموثقة جيدًا أنه كان أول شخص يبني “عربة بلا حصان” تعمل بمحرك كهربائي.
كانت البطاريات بدائية للغاية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، لذلك لم يكن من الممكن أن تسافر عربة أندرسون الكهربائية بسرعة كبيرة أو لمسافات بعيدة. ولكنها بشكل عام كانت البداية.
في عام 1859 اخترع جاستون بلانتي أول بطارية قابلة لإعادة الشحن، وهذا يعني تطورًا للعربة الكهربائية، لأن بطارية عربة أندرسون الكهربائية كانت صالحة لشحنة واحدة فقط، وتحتاج إلى استبدالها.
والحقيقة أن وجدة بطارية لا يتم شحنها لا يمكن أن تكون مفيدة في السيارات الكهربائية، والمرة الوحيدة التي سجلت فيها هذه البطريات ذات الشحنة الواحدة وكانت مفيدة، كان هاذ في مركبة لناسا.
وفي عام 1881 اخترع كاميل فوري بطارية أخف وزنًا وأطول عمرًا، وهو ما أدى إلى تطور هذه المركبات. وعندما قدم كاميل فوري براءة اختراعه في فرنسا، كان هناك رجل آخر في أمريكا يسمى تشارلز بوش، يقدم على براءة اختراع مماثل، وهو ما يعكس هوس الناس وسعيهم إلى الابتكارات التي تعمل بطاقة الكهرباء.
هل اخترع كارل بينزع السيارة؟
يُنسب اختراع السيارة الأولى عادة إلى كارل بنز، الذي تقدم بطلب براءة اختراع لسيارته ذات العجلات الثلاث التي تعمل بالبنزين في عام 1886، ولكن الحقيقة أن “تشارلز جينتود” صانع العربات الباريسي وشريك تجاري لكاميل فوري مخترع البطارية القابلة للشحن كانوا قد اخترعوا بالفعل السيارة في وقت مبكر من عام 1881.
وكان جينتود يقوم بصناعة سيارته بحسب الطلب في سوق باريس فقط، حيث أنه كان في البداية يعمل صانع للعربات التي تجرها الخيول.
بدأ جينتود في إجراء تجارب على بطاريات الرصاص الحمضية الخفيفة الوزن التي ابتكرها فوري لتشغيل عربات مخصصة، وتشير السجلات إلى أن جينتود كان يبني ويبيع عرباته الكهربائية في وقت مبكر من عام 1883، قبل ثلاث سنوات من ظهور أول سيارة بنز في شوارع ألمانيا.
والحقيقة أن تم تجاهل اختراع جينتود لأن ظهور سياراته تابعة لعلامة تجارية لم تظهر إلا سنة 1893. بعد أن حصل بنز على كل الضجة الإعلامية حول اختراعه.
بداية السباقات
بدأت السيارات الكهربائية وسيارات الجاز والبنزين صراعهما مبكرًا، وهذا الصراع تمثل في السباق، حيث أنهم كانوا مهتمين من البداية بإثبات التفوق.
وقد قام مخترعان من فلادليفيا هما بيدرو سالوم وهنري موريس بتصميم سيارة أسموها “إلكتروبات”، أشبه بدبابة منها إلى سيارة، حيث بلغ وزنها 4400 رطل بفضل 1600 رطل من بطاريات الرصاص الحمضية.
وكانت السيارات الكهربائية تكافح في مسابقات المسافات الطويلة، لان بطاريتها كانت بحاجة إلى إعادة الشحن أو الاستبدال على الطريق، ولكنها كانت مثيرة للإعجاب وتفوقت في سباقات السرعة والمسافات القصيرة.
في عام 1899، قاد مهندس بلجيكي وعاشق للسيارات الكهربائية يدعى كاميل جيناتزي بقيادة سيارة سباق كهربائية على شكل صاروخ إلى سرعة قصوى تبلغ 65.8 ميلاً في الساعة. وقد كان أول سائق سيارة يكسر حاجز الـ 60 ميلاً “100 كيلومتر في الساعة”، وقد فعل ذلك في سيارة كهربائية!
هنري فورد يشتري لزوجته سيارة كهربائية
يعتبر هنري فورد هو امبراطور سيارات الجاز، ولكن الحقيقة أنه في 1914 اشترى لزوجته كلارا سيارة كهربائية، من شركة ديترويت إلكترك، حيث كان معترفًا بفضل هذه السيارات، وقد حاول مع توماس إديسون اختراع سيارة كهربائية ولكنهما لم ينجحا في ذلك.
وكان فورد يكن اعجابًا شديدًا بالسيارة الكهربائية لأنها لا تحتاج إلى منافلة لإدارته، وهو ما يسهل ركوبها للنساء، وكذلك لا تسبب أي صخب أو ضوضاء، على العكس السيارات التي تعمل بالجاز.
ولكن المشكلة الكبرى كانت أن السيارات الكهربائية باهظة الثمن، خاصة عند مقارنتها بطراز فورد تي، فقد كان سعر السيارة الكهربائية 3730 دولارًا مقارنة بـ 440 دولارًا لسيارة موديل تي عام 1914.
انتهاء عصر الكهرباء
كانت بداية النهاية للسيارات الكهربائية في عام 1903، عندما حصل كلايد جيه كولمان على براءة اختراع لمشغل كهربائي للسيارات. وبعد عقد من الزمان، قام تشارلز كيترينج في شركة جنرال موتورز بتحسين تصميم كولمان وتركيب أول مشغل كهربائي في سيارة كاديلاك عام 1912.
كان هذا يعني أن تنتهي الحاجة إلى المنافلة “الكرنك” عند محاولة إدارة السيارات التي تعمل بالجاز، بمعنى أنه سيتم استخدام الكهرباء لتشغيل السيارة ولكن ستعتمد السيارة بعد ذلك على الجاز.
ولم تصبح المشغلات الكهربائية خيارًا شائعًا في موديل تي إلا بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن بحلول عام 1920، كان الميزان قد انحرف إلى حد كبير عن الكهرباء نحو الغاز إلى الأبد.