الأخباربث عاجلسلايد

عندما دافع المسلمون عن القسطنطينية ضد المسلمين

حرب العثمانيين ضد بعضهم

يشتهر في التاريخ الإسلامي فتح مدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، وتحويل تلك المدينة القديمة إلى عاصمة إسلامية شهيرة هي مدينة استانبول. ولكن الحقيقة أن هذه لم يكن الواضح والظاهر دائما في التاريخ، حيث قبل هذا الحدث بسنوات قليلة اصطفت الجيوش الاسلامية أمام القسطنطينية لتدافع عن الإمبراطور الروماني ضد جيوش إسلامية عثمانية كذلك.

بيزيد الأول “الصاعقة”

عُرف السلطان بايزيد الأول (1360–1403م)، المُلقّب بـ”يلدرم” أي “الصاعقة”، بقدراته العسكرية الفائقة، مع توسع الدولة العثمانية في أوروبا، بدأ تنامي دولة مغولية إلى الشرق بقيادة تيمور لنك أو تيمور الأعرج.

وبسبب أغارة تيمور لنك على دولة التتر في الغراق بقيادة أحمد جلاير، هرب جلاير إلى بايزيد من أجل حمايته، حماه بايزيد من تيمور لنك، فأغار تيمور بجيوشه على بلاد آسيا الصغرى.

وفتح أرمينيا، وأخذ ابن السلطان بايزيد أرطغرل أسير، ثم قام بقطع رأسه، وهذا ما أغضب بايزيد الذي جمع الجيوش وزحف من أجل القضاء عليه، وإلتقى الجيشان، وهزم بايزيد، وسقط في أيدي التتار، مع ابنه موسى، وهرب أولاده سليمان ومحمد وعيسى. واختفى ابنه مصطفى. سنة 1402.

ويقال أن تيمورلنك سجن بايزيد في قفص من الحديد حتى مات 1403، ولكن تعتبر هذه الروايات روايات غير صحيحة، فالصحيح أن تيمورلنك أحسن وفاده بايزيد، وصرح لنقل ابنه موسى بنقل جثته في احتفال إلى بورصة، ووضه في تختروان، وقد ترجم البعض المصادر تختروان باعتباره قفص حديدي.

الفوضى بعد موت السلطان بايزيد

بعد وفاة السلطان بايزيد الأول، شهدت الدولة العثمانية حالة من التفكك السياسي، إذ انقسمت إلى عدة إمارات صغيرة، على نحو يشبه ما حدث عقب سقوط دولة السلاجقة. وكان من أبرز أسباب هذا التمزق غياب الاتفاق بين أبناء بايزيد حول من يتولى الحكم؛ فقد ادّعى كل واحد منهم أحقيته في السلطنة. استقر سليمان في مدينة أدرنة، بينما انشغل محمد بمحاربة فلول جيوش تيمورلنك في جبال الأناضول، وتمكّن من استعادة مدينتي توقات وأماسية. أما عيسى، فعندما وصله خبر وفاة والده، خرج من مخبئه في بورصة وجمع من تبقى من الجنود، وأعلن نفسه سلطانًا للدولة العثمانية، مدعومًا بالقائد ديمور طاش باشا.

والمؤلم في هذا الصراع أن الإخوة الثلاثة لم يترددوا في الاستعانة بخصمهم المشترك، تيمورلنك، طلبًا للمساعدة ضد بعضهم البعض.

تحرك محمد لمحاربة أخيه عيسى، وتمكن من الانتصار عليه في عدة معارك، إلى أن قتله في المعركة الأخيرة، وبذلك انفرد بالسيطرة على الأناضول. ثم أطلق سراح أخيه موسى من قبضة أمير كرميان، وكلفه بقيادة جيش كبير إلى أوروبا لمحاربة سليمان. غير أن موسى هُزم وعاد إلى الأناضول، ثم أعاد تشكيل جيش جديد وعاد إلى أوروبا، حيث خاض معركة حاسمة ضد سليمان وقتله أمام أسوار أدرنة سنة 1410م.

الدفاع عن القسطنطينية:

وبعد أن سيطر موسى على أوروبا العثمانية، توجه إلى بلاد الصرب لمعاقبة أهلها على تمرّدهم، وخاض مواجهة مع سجسمون ملك المجر، الذي حاول إيقاف تقدمه. لكن موسى، وقد طمع بالانفراد بالحكم، تمرّد على أخيه محمد الذي كان قد أمده سابقًا بالجنود، وسعى إلى إقامة سلطنة خاصة به في أوروبا العثمانية. وفي خطوة جريئة، حاصر القسطنطينية في محاولة لفتحها وإعلان نفسه سلطانًا شرعيًا.

استنجد ملك القسطنطينية بالأمير محمد، فسارع الأخير إلى مواجهته. وبعد معركة شرسة، أُجبر موسى على فك الحصار. ثم تحالف محمد مع ملك القسطنطينية وأمير الصرب، وعملا معًا على نشر الفتنة داخل جيش موسى. فخانته معظم قواته، وسقط أخيرًا في يد أخيه محمد، الذي أمر بقتله سنة 816هـ (1413م)، وبذلك انتهى عهد الفوضى، واستعاد محمد السيطرة الكاملة على الدولة العثمانية. ليصبح بعد ذلك هو السلطان العثماني الخامس “الغازي محمد جلبي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!