التريندسلايد

“حلاقون وبغايا ومبيضو نحاس”.. أسلاف دونالد ترامب من الفقر إلى حكم العالم

لماذا ينكر ترامب أصوله الألمانية؟

يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أهم رجل في العالم في هذه اللحظات، حتى أن باكستان قامت بترشيحه بالفعل لنيل جائزة نوبل.

وعلى الرغم من أن هذه الشخصية الجدلية قد تبدو أنها تسببت في كوارث في مختلف أنحاء العالم، وأنه شخصية جدلية بلا مواربة فإن هذا الرجل يأتي من خلفية غريبة لا تختلف غرابة عن شخصيته الحالية، نحاول أن نستعرضها معكم في التقرير التالي.

إليزابيث ترامب

تعتبر جده ترامب كريست أو كما عرفت فيما بعد باسم إليزابيث ترامب هي أهم فرد في أسلافه، فقد ولدت في كالشتات  بمملكة بافاريا، في الإمبراطورية الألمانية. والدها هو فيليب كريست ووالدتها آنا ماريا . كان والدها من نسل يوهانس كريست من خط والده ومن نسل  (1626–1688/9) من فلورشهايم، هسن، عبر خط والده، ومن نسل صانع آلات الأرغن الموسيقية يوهان ميخائيل هارتونغ (1708–1763) من جهة والدته.

كانت العائلة تملك كرم عنب صغير، لكن لم يكن هذا كافيا، فاضطر والدها “فيليب” إلى العمل كمبيض نحاس، فكان يصلح أواني الطبخ ويبيع أوعية وقدور، وكان يفعل ذلك في منزله الذي يقع مباشرة أمام منزل كاثارينا ترامب، الأرملة المسنة التي تعيش مع ابنائها الستة، وأكبرهم “فريدريك ترامب”.

فريدريك ترامب:

في 7 أكتوبر عام 1885، استقل فريدريك ترامب، وهو حلاق ألماني يبلغ من العمر 16 عامًا، سفينة بتذكرة ذهاب فقط إلى أمريكا، هاربًا من الخدمة العسكرية الإلزامية في ألمانيا التي كانت مدتها ثلاث سنوات. كان فريدريك طفلاً مريضًا وضعيف البنية. لا يصلح للأعمال الشاقة، وكان يخشى آثار التجنيد الإجباري.

ربما كان هذا الفعل غير قانوني، لكن أمريكا في ذلك الوقت لم تُعر اهتمامًا لمثل هذه المخالفة – فالألمان كانوا يعتبرون مهاجرين مرغوبًا فيهم بشدة – ولذا استقبل ترامب بأذرع مفتوحة.

هاجر فريدريك إلى منطقة كولندايك في أمريكا في فترة “حمى الذهب” وحقق ثروة ثم استثمر كل ما معه لافتتاح مطعم في حي البغايا في “كلوندايك”، ثم عاد إلى ألمانيا عام 1901 وتزوج إليزابيث. برغم اعتراض والدته التي كانت ترى أن ابنها أصبح ثريًا ويجب أن يتزوج من عائلة أرقى وأكثر ثراء من عائلة إليزابيث.

الهجرة إلى أمريكا

تزوج فريدريك وإليزابيث في 26 أغسطس 1902، وكان عمره آنذاك 33 عامًا وهي 21 عامًا. وانتقلا إلى نيويورك وسكنا في شقة بحي موريسانيا في برونكس، الذي كان حيًا ألمانيًا آنذاك. وكانت إليزابيث تدير المنزل، بينما عمل فريدريك كحلاق ومدير لمطعمه. وأنجبا أول أطفالهما، إليزابيث، في 30 أبريل 1904.

رغم العيش في حي ألماني، كانت إليزابيث تشعر بالحنين إلى وطنها، فقررت الأسرة العودة إلى كالشتات عام 1904، وباعوا ممتلكاتهم في أمريكا. ولكن، نظرًا لأن السلطات البافارية اشتبهت في أن فريدريك هرب من الخدمة الإلزامية في الجيش الإمبراطوري، لم يُسمح له بالبقاء، فعادوا إلى الولايات المتحدة عام 1905.

ولد ابنهما الثاني فريد، ثم انتقلوا للسكن في شارع 177 في البرونكس، وبعد ولادة طفلهما الثالث جون، انتقلوا إلى كوينز، حيث بدأ فريدريك بتطوير مشاريع عقارية. وتوفي في  عام 1918 بسبب الإنفلونزا الإسبانية، وكانت ثروته تقدر بـ 31,359 دولارًا “ما يعادل نحو 421,811 دولارًا في عام 2023”.

كانت إليزابيث تُعتبر الأم المؤسسة لعائلة ترامب، وبقيت قريبة من ابنها فريد طوال حياتها.

فريد ترامب:

ولد فريد ترامب في حي البرونكس بمدينة نيويورك عام 1905، وأصبح لاحقًا واحدًا من أنجح رجال الأعمال الشباب في المدينة، حيث جمع ثروة بينما كان كثيرون من حوله يتعرضون لانهيار مالي.

في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، حضر فريد ترامب الشاب حفلة وهو بشاربه المميز وهو يرتدي بدلة أنيقة. وكان في نفس الحفلة، التي أُقيمت في كوينز، شقيقتان اسكتلنديتان؛ كانت الصغرى، ماري آن ماكليويد، تعمل خادمة منزل وتفكر في العودة إلى جزيرتها الأصلية.

وبحسب كتاب Trump Revealed ترامب: كشف الأسرار، حدث شيء ما بين الخادمة ورجل الأعمال، وعندما عاد إلى المنزل الذي كان يشارك والدته فيه قال أنه إلتقى بالمرأة التي ينوي الزواج منها.

ماري آن ماكليويد

ربما كانت ماري آن ماكليويد تعيش في فقر في الولايات المتحدة، لكن أصولها كانت أشد قسوة. فقد وُلدت لأسرة من صيادي سمك، والدها مزارع بالكاد يكسب قوت يومه، وكانت هي بين عشرة إخوة أبناء في قرية تونغ على جزيرة لويس الأسكتلندية.

وقد عاشت في بيت بسيط مغطى بطبقة خشنة من الحصى الرمادي، وكان محاطًا بمنطقة وصفها المؤرخون المحليون وعلماء الأنساب بتعابير مثل “البؤس البشري” و”القذارة التي لا توصف”.

لكن ماكليويد، بعد زواجها من فريد ترامب، عاشت حياة مختلفة جذريًا: من معاطف الفرو إلى يخوت بطول 50 قدمًا.

في عام 1942، أصبحت مواطنة أميركية، وظلت طوال حياتها تعود إلى موطنها الأصلي في أسكتلندا، حيث يملك ابنها الآن عدة ممتلكات هناك.

أما فريد ترامب، فقد حقق نجاحًا متواضعًا في العقارات، لكنه توفي بشكل مفاجئ خلال جائحة الإنفلونزا قبل أن يبلغ الخمسين، ولم يعش ليرى الكثير من مشاريعه تتحقق.

عند وفاته، كانت ثروته تقدر بحوالي 510,000 دولار بقيمة اليوم. وواصلت زوجته إليزابيث وابنهما فريد العمل تحت اسم “إليزابيث ترامب آند سون”، وحوّلا النشاط إلى مشروع مزدهر.

ثروة العائلة

يعتبر فريد ترامب وأمه إليزابيث هم من قاما بتضخيم ثروة العائلة، بعد إنشاء شركة تطوير عقاري، عمل عليها فريد بشكل كبير تحت إشراف والدته إليزابيث.

بعد وفاة زوجها، واصلت إليزابيث ترامب أعماله العقارية. وظّفت مقاولين لبناء منازل على الأراضي التي كان يملكها فريدريك، ثم باعت هذه المنازل، وجنت الأرباح من الرهون العقارية التي وفرتها للمشترين. كانت رؤيتها أن يستمر أولادها الثلاثة في العمل العائلي.

في البداية، أدارت العمل تحت اسم محايد E. Trump، ثم في 1924، غيرت الاسم إلى E. Trump & Son لأغراض دعائية، وبعدها استخدمت “أبناء”، ثم عادت إلى صيغة المفرد عندما أصبح من الواضح أن ابنها البكر فريد فقط هو من انضم إليها.

في مقابلات لاحقة، كان فريد يصور نفسه كمحور العمل، مدعيًا أنه لطالما حلم بأن يكون بانيًا، وأنه أكمل أول منزل له عام 1924 بعد عام فقط من تخرجه من المدرسة الثانوية، وأن والدته شاركت فقط لأنها كانت كبيرة كفاية لتوقيع الشيكات.
لكن هناك دلائل تشير إلى أن فريد بدأ ببطء، وأن إليزابيث ساهمت كثيرًا في رأس المال والعمل. وعندما تم تسجيل الشركة رسميًا عام 1927، أصبح فريد قادرًا على توقيع الشيكات، لكن الاسم ظل E. Trump & Son. وكما كتب المؤرخ واين باريت: “لم يكن اسمًا رمزيًا، بل كانت إليزابيث مشاركة بعمق في العمل.”

ثروة مشبوهه:

في أوائل عام 1954، بدأ الرئيس أيزنهاور وزعماء اتحاديون آخرون في التنديد بالمستفيدين المفرطين من مشاريع العقارات. وفي يونيو من نفس العام، أدرجت صحيفة نيويورك تايمز اسم فريد ترامب ضمن قائمة من 35 مطورًا عقاريًا اتهموا بجني أرباح مخالفة من عقود حكومية. وقد خضع مع آخرين لتحقيق من لجنة البنوك التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي بشأن مكاسب مفاجئة.

وخضع ترامب لتحقيق من قبل لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي بتهمة التربّح، ثم أعيد التحقيق معه من قبل ولاية نيويورك عام 1966. وفي عام 1971، أصبح دونالد ترامب رئيسًا لأعمال والده العقارية، وبعدها بعامين، رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى ضدهم بتهمة التمييز العنصري ضد السود في الإسكان.

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قدم فريد وزوجته ماري لأبنائهما ما يزيد على مليار دولار (بقيمة 2018)، متجنبين دفع أكثر من 500 مليون دولار كضرائب هدايا. وفي عام 1992، أسس فريد ودونالد شركة فرعية كانت تُستخدم لتمرير أموال فريد إلى أبنائه. وقبل وفاته بقليل، نقل فريد ملكية أغلب ممتلكاته إلى أبنائه، الذين باعوها بعد سنوات بمبالغ تزيد 16 مرة على القيمة المعلنة سابقًا.

دونالد ترامب ينكر أصوله الألمانية:

تعد الأصول الدولية لدونالد ترامب حالة نادرة نسبيًا بين رؤساء الولايات المتحدة. فمن بين آخر عشرة رؤساء أميركيين، اثنان فقط —ترامب وباراك أوباما—كان لأحد والديهما مكان ولادة خارج الولايات المتحدة. وعائلة ترامب المباشرة تتمتع أيضًا بخلفية دولية: فاثنتان من زوجاته الثلاث كن مهاجرات حصلن على الجنسية الأميركية، من جمهورية التشيك وسلوفينيا على التوالي. ومن بين أطفاله الخمسة، تُعد تيفاني الوحيدة التي ولدت لأبوين أميركيين الأصل، بينما تعتبر إيفانكا أول عضو يهودي في العائلة الرئاسية الأميركية في التاريخ.

وعلى مدى عقود، أنكر ابن فريد ترامب وحفيد فريدريك ترامب أصوله الألمانية تمامًا، وادعت عائلته بدلًا من ذلك أن أصول جدهم تعود إلى أقصى الشمال، إلى الدول الاسكندنافية.

وزعم ترامب أن جده جاء إلى أمريكا من السويد عندما كان طفلًا. وفي الواقع، قال ابن عمه ومؤرخ العائلة، جون والتر، لصحيفة نيويورك تايمز، إن ترامب تمسك بهذه الكذبة بناء على طلب والده، فريد ترامب، الذي أخفى أصوله الألمانية لئلا يزعج أصدقاءه وعملاءه اليهود. في وقت الحرب العالمية الثانية وفي أيام ارتفاع النازية وكراهية الألمان.

وقال والتر للصحيفة: “بعد الحرب، لا يزال يقول إنه سويدي. الكذبة كانت مستمرة، مستمرة، مستمرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!