الفنتقاريرسلايد

من الكفَن إلى كلمة الشرف.. كيف انتهت أزمة عادل إمام مع قبيلة العجارمة؟

لم تكن حكاية صلح الفنان الكبير عادل إمام وابنه رامي مع قبيلة العجارمة (من بدو الساحل الشمالي) قصة عادية، بل بدت وكأنها مشهد طويل من أحد أفلام الزعيم نفسه، يجمع بين الدراما والتوتر والشهامة، والنهاية السعيدة.

سنة 1999

فكل شيء بدأ بحادث مؤلم في **ميدان أبو تلات المظلم**، حين كان رامي عائدًا من القاهرة في منتصف الليل متجهًا إلى فيلا والده في الساحل، فاصطدم بسيارته بسيدة من القبيلة تبلغ من العمر نحو خمسة وخمسين عامًا كانت تعبر الطريق، ورغم فزعه من الموقف، تصرف رامي بإنسانية عالية، إذ حمل السيدة بنفسه إلى المستشفى، لكنها فارقت الحياة هناك.

ثم توجّه رامي بنفسه إلى قسم الشرطة وأبلغ عن الحادث، ليُتهم بـ”القتل الخطأ”. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.

 عادل إمام وابنائه رامي ومحمد في مشهد من حنفي الابهة
عادل إمام وابنائه رامي ومحمد في مشهد من حنفي الابهة

للقبيلة قانون خاص

لا تُقاس الأمور بالقانون المدني فقط، فـ**القبائل العربية البدوية** لها أعرافها الراسخة، القتل عندهم — حتى لو كان خطأً — يستدعي **اجتماع مجلس شيوخ القبيلة** فورًا، ويُقدَّم القاتل **كفنه بيده** ويضعه تحت أقدام والد القتيل أو من ينوب عنه، ويدفع “الدية” المقرّرة: 150 ألف جنيه في حال كان القتيل رجلًا، و75 ألف جنيه إن كانت امرأة، وفقًا للحكم الشرعي القائل *للذكر مثل حظ الأنثيين”.

وحين أرسل عادل إمام مندوبًا عنه ومعه شيك بقيمة 150 ألف جنيه، رفض شيخ القبيلة العرض تمامًا، وأصر علىاتباع عاداتهم وتقاليدهم، مطالبًا بحضور الزعيم وابنه شخصيًا لإتمام الصلح، لكن عادل إمام — وبطبيعة الأب الخائف على ابنه — رفض في البداية، خشيةً على حياة رامي وشدة الموقف، وخاف من أن يكون هناك غدرا.

تهديدات… ووساطات فاشلة

حاول الزعيم التواصل مع القبيلة عن طريق رجال المباحث ووسطاء معروفين، لكن العجارمة رفضوا أي تدخل رسمي، بل أعلنوا صراحة أنهم لن يقيموا عزاء القتيلة إلا بعد حضور عادل إمام وابنه، وأنهم سيأخذون حقهم بالقصاص إن لم يحضر بنفسه.

كانت الأجواء مشحونة، والتحذيرات الأمنية تتوالى على أسرة الزعيم، حتى بات الجميع في حالة توتر شديد.

 كلمة شرف تنقذ الموقف

وسط القلق والمخاوف، لجأ عادل إمام إلى مجموعة من أصدقائه المقرّبين طالبًا المشورة، فنصحوه بالذهاب إذا ضمنت القبيلة سلامته.

وبالفعل، جاء الرد من شيخ العجارمة مطمئنًا: **”كلمة الشرف كفيلة بضمان حياتكم”**، مشترطًا فقط عدم وجود أي شرطة أو حرس مسلح، لأنهم سيزورون القبيلة في زيارة سلام، وزائر السلام لا يدخل على الناس بيوتهم بسلاح.

مشهد الصلح الكبير

تنفس الزعيم الصعداء، واتصل على الفور بأصدقائه المنتج الكبير سمير خفاجة مؤسس فرقة الفنانين المتحدين، والمنتج عصام إمام شقيق عادل إمام الأصغر، والفنان مصطفى متولي زوج شقيقة عادل إمام، ورجل الأعمال شامل الغزالي (والد زوجة رامي إمام)، لتكوين وفد من 20 شخصًا، بينهم خمسة من الحراسة الخاصة غير المسلحين ظاهرًا (وإن كانت أسلحتهم في أماكن خفية”، تحسبا لأي حركة غدر.

تم إخطار مديرية أمن الإسكندرية ووزارة الداخلية للاحتياط الأمني، بينما جهّزت القبيلة **صوانًا ضخمًا للعزاء** في منطقة أبو تلات، على بُعد 20 كم من المدينة.

وفي اليوم المحدد، أغلقت قوات الشرطة مداخل المنطقة تحسبًا لأي طارئ، ووصل موكب عادل إمام وابنه رامي في أكثر من عشر سيارات مرسيدس وشيروكي، وبمجرد وصولهم، صافحوا أهالي القبيلة الذين استقبلوهم بالترحاب، وأقيم العزاء في أجواء هادئة، دلالة على نهاية الأزمة.

كرم بدوي وموقف نبيل

عبّر رامي إمام عن أسفه الشديد لما حدث، وطلب تنفيذ طقوس القبيلة المتبعة في مثل هذه الحالات، لكنهم رفضوا أخذ الدية (75 ألف جنيه) قائلين إن حضور الزعيم وابنه يكفي،  ودُعي شيوخ القبائل المجاورة لحضور مراسم الصلح وتأكيد السلام بين الطرفين.

شكر عادل إمام القبيلة على شهامتها وموقفها النبيل، فيما أكد الشيوخ أنهم يعرفون مكانة الزعيم في مصر والعالم العربي، وأنمكانته وجماهيريته جعلتهم يتجاوزون عن كل شيء، وفي ختام اللقاء، وعدهم الزعيم بزيارة أخرى، قائلاً إن الحياة بين البدو أصفى وأصدق من حياة المدينة.

صورة نادرة للزعيم عادل إمام وأولاده

رامي إمام وسنة 1999

كان سنة 1999، هو عام انطلاقة رامي إمام ( مولود في 1974)، بعد سنة من زفافه من ياسمين، وأخرج أول عمل مسرحي له “بودي جارد”، ثم بدأ في الإخراج السينمائي بفيلم أمير الظلام، ثم واصل الإخراج للسينما والتليفزيون، فأخرج للسينما غبي منه فيه، حسن ومرقص، بوحة، وللتلفزيون عايزة أتجوز، فرقة ناجي عطا الله، العراف، وتولى إخراج مسلسلات والده كلها بعد سنة 2011، ما عدا مسلسل أستاذ ورئيس قسم الذي أخرجه وائل إحسان.

أقرأ ايضا

بدون رأس أو ذراع.. تفاصيل جثة أرعبت الإسكندرية

قصة حب لولا وإحسان عبد القدوس: الحب من أول عاشوراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!