
إلي السادة الكرام.. شرطة ونيابة قسم كفر الدوار.. بعد السلام عليكم.. أنا حسن زغلول سامي محمد، عندي 51 سنة، كنت أعمل مدرساً للرياضيات، ولكنني أحب الموسيقي، لقد قتلت زوجتي خضرة خضر علي خليل، وابنتي أمل وشيماء وكمان ابني محمد اللي في ثالثة ابتدائي، وكلهم في مدارس الصفوة الخاصة للغات، وسوف ألحق بهم بعد إرسال رسالتي إلي كل العالم عن طريق الإنترنت،.
في مشهد مأساوي هزّ مصر، ترك مدرس الرياضيات السابق حسن زغلول سامي محمد، البالغ من العمر 51 عامًا، رسالة بعنوان “الوداع الأخير” قبل أن يُقدم على قتل زوجته وأبنائه الثلاثة ثم ينتحر، في واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي عرفتها مدينة كفر الدوار.
الرسالة، الموجهة إلى شرطة ونيابة قسم كفر الدوار، بدأها بتحية، ثم عرّف نفسه باسم “الشاطر حسن”، واعترف فيها بتفاصيل الجريمة، قائلاً:
“لقد قتلت زوجتي خضرة خضر علي خليل، وابنتيّ أمل وشيماء، وابني محمد، الطالب بالصف الثالث الابتدائي، وجميعهم كانوا يدرسون بمدارس الصفوة الخاصة للغات، وسوف ألحق بهم بعد أن أرسل رسالتي الأخيرة إلى العالم عن طريق الإنترنت.”
وأشار في رسالته إلى وجود حقيبة زرقاء من نوع “سمسونايت” أعلى دولابه، تحتوي على مستندات وصور وأشرطة كاسيت تسجّل قصة حياته وأسباب ما أقدم عليه، فضلًا عن البريد الإلكتروني الخاص به باسم “الشاطر حسن 2000” الذي يحتوي على تفاصيل إضافية.
محتويات الحقيبة.. صور ومستندات وشهادات تفوق
قررت نيابة كفر الدوار التحفظ على الحقيبة الزرقاء ومحتوياتها، والتي تضم:
- صورًا عائلية له مع زوجته وأولاده في مناسبات مختلفة.
- صورًا من الحفلات التي شارك فيها ضمن فرقة موسيقية، حيث كان يعزف على آلة الأورج.
- شهادات ميلاد الأبناء، وشهادات تقدير وتفوق دراسي صادرة عن المدرسة.
- شريطي كاسيت، أحدهما بصوته يعرض تفاصيل أزمته النفسية، والثاني يحمل تسجيلاً عائليًا
عندما نشرت المقال من قبل، جاءني تعليق من زميلة أمل قالت فيه: “أمل دى كانت معايا ف درس الكيمياء كانت هاديه وشاطرة وجميلة وفي حالها بعد ما خلصنا السنه عرفت اللى حصل وعيطت عشانها كتير الله يرحمهم ويغفر لهم يارب”.
شريط الاعتراف.. تفاصيل الانهيار
في الشريط الأول، تحدّث حسن بصوته قائلاً:
“الدنيا ضاقت بي، لا عمل ثابت، ولا دخل يكفي، يوم أعمل وأيام أجلس على الرصيف… مصاريف المدارس الخاصة أنهكتني. حاولت السفر عبر السفارة الأمريكية، لكن فشلت. فكرت في الانتحار أكثر من مرة، حتى إنني صعدت لأعلى المنزل لألقي بنفسي، لكن تراجعت خوفًا من النجاة بإصابة. فكرت في حل نهائي.. القطار.”
وأضاف في نهاية التسجيل:
“ابني الصغير مرض، بكاؤه أوقفني، حملته إلى الطبيب.. وبعد شفائه اتخذت القرار. قررت أن أريحهم جميعًا من هذه الحياة بإنهائها لهم أولًا.. ثم أنهي حياتي بعدها.”
الابن الاصغر
الشريط الثاني.. احتفال عائلي ونبرة بريئة
أما الشريط الثاني، فحمل نبرة مغايرة تمامًا. كان تسجيلاً من عيد ميلاد ابنته أمل، وظهرت فيه الطفلة شيماء تقول“أنا اسمي شيماء، بحب الناس كلها، وجبت 98% في أولى ثانوي، نفسي أدخل كلية الطب علشان أعالج الناس… المشكلة إن الحياة بقت للأغنياء بس.”
وسُمعت أصوات العائلة والأصدقاء في الخلفية يحتفلون.
خلفية قاتمة.. سوابق نفسية وجريمة سابقة
بسؤال شقيقي حسن، كشفوا للنيابة أن شقيقهم سبق له ارتكاب جريمة في شبابه، حين أطلق النار على خطيبته في محطة الرمل بالإسكندرية عام 1982 بدافع الشك، وقضى 7 سنوات في مستشفى الأمراض النفسية كجزء من حكم المحكمة. بعد خروجه، عاش في عزلة واضطرابات نفسية حادة.
تقرير الطب الشرعي
أثبت التقرير الصادر عن الطب الشرعي التالي:
- الزوجة: توفيت نتيجة جرح قطعي بالرقبة (10 سم) وطعنة في الصدر.
- الابنة الكبرى: جرح قطعي بالرقبة (8 سم) وطعنتان في الظهر.
- الابنة الصغرى والابن: كل منهما توفي بجرح قطعي بالرقبة (6 سم).
تم تسليم الجثامين إلى شقيق المجني عليه، ودُفنوا في مقابر العائلة بكفر الدوار.
النهاية الصادمة
على ظهر الرسالة كتب الأب:
“رجاء الاتصال بأهل زوجتي”
وترك أرقام هواتف عائلتها بالإسكندرية، وأخيه في كفر الدوار.
وتبين قيام المدرس السفاح بتشغيل جهاز الكاسيت والتليفزيون على إذاعة القرآن الكريم ثم غادر الشقة بعد إحكام غلقها في هدوء مستقلا سيارة أجرة إلى محطة سيدي بشر حيث ألقى بنفسه أمام قطار أبو قير بالإسكندرية أمام مساكن بنك فيصل ليلقى مصرعه في الحال حيث قال قائد القطار ( محمد عبد العزيز) إنه فوجئ بأحد الأشخاص يستلقي فجأة أمامه على شريط السكة الحديد غير عابئ بتحذيرات القطار.
عُثر بجوار جثة حسن على شريط السكة الحديد بالإسكندرية على مظروف يحتوي رسالة مكتوبة بخط يده، جاء فيها
“إلى السادة شرطة ونيابة قسم كفر الدوار.. بعد السلام عليكم.. أنا حسن، مدرس رياضيات، أبلغ من العمر 51 عامًا. لقد قتلت زوجتي خضرة، وابنتي أمل (16 عامًا)، وابنتي شيماء (13 عامًا)، وابني محمود (8 سنوات – بالصف الثالث الابتدائي). جميعهم من تلاميذ مدارس الصفوة الخاصة للغات.
وسألحق بهم بعد أن أرسل رسالتي هذه إلى العالم عبر الإنترنت، وتفاصيل الحكاية كلها محفوظة على بريدي الإلكتروني، في مجلد الأساسيات تحت اسم المستخدم (الشاطر حسن 2000)، حيث ستجدون كافة الموضوعات التي كتبتها، بالإضافة إلى رسالتي الأخيرة التي تسرد قصة حياتي منذ بدايتها.”
ونعرفكم أن الشنطة السمسونايت الزرقاء اللون بداخلها كل المستندات والصور وبعض الديسكات الهامة وشريطا كاسيت بصوتي وصوت أسرتي ويستعرضون كل الأسباب .. وشكراً والوداع للأبد..
طارق مدير المخبز الآلي بكفر الدوار وشقيق المدرس المتهم.. قال إن شقيقه مدرس رياضيات ويعاني مرضا نفسيا وعقليا، وسبق له قتل خطيبته الأولى مروة عام 1982 بسبب اعتقاده أنها على علاقة بآخر حيث أطلق عليها الرصاص من مسدس والده الذي كان يعمل بشرطة التموين أثناء حضورها لمقابلته بمحطة الرمل بالإسكندرية.
وتمت معاقبته بالحبس 7 سنوات أمضاها بمستشفى الأمراض العقلية بالخانكة. أما عبد العزيز بسيوني صاحب مدرسة الصفوة للغات بكفر الدوار فقد أوضح أن المجني عليه كان دائم السؤال على أبنائه بالمدرسة وحضوره حفل تكريمهم لتفوقهم الدراسي، بما يعني اهتمامه بابنائه..

بينما أكد سمير بحيري (سائق) من جيران المدرس أنه كان انطوائيا ويلقي السلام عليهم أثناء خروجه من المنزل دون أن ينظر إليهم. وأكدت تحريات مباحث البحيرة أن المتهم كان يقوم بالعمل عازفا للأورج بإحدى الفرق الموسيقية بالإسكندرية والبحيرة ولا يعمل بوظيفته – مدرس رياضيات – لانتدابه للعمل بإدارة بندر كفر الدوار التعليمية وكان في انتظار قرار اللجنة الثلاثية الخاصة بالعمال لإحالته للمعاش المبكر نظراً لمرضه النفسي وعدم ذهابه للعمل.
جريمة الشاطر حسن ليست مجرد حادثة قتل وانتحار، بل مأساة إنسانية عن رجل انهار أمام ضغوط الحياة، فلم يجد مخرجًا سوى التدمير الكامل، عن رجل قتل سيدة.. فعوقب بعقوبة هينة، فخرج وكرر الأمر مرة اخرى..
أقرا أيضا
قبل ممدوح عبد العليم ..هذا هو بطل “الضوء الشارد”.. وقصة الجزء الثاني منه
كريستين تشوبوك.. أول عملية انتحار على الهواء مباشرة في التاريخ