التريندالعالمسلايد

قصة المرأة التي أخفت عشيقها 10 سنوات في منزل زوجها

جريمة "الرجل الخفاش"

في عام 1922، استُدعيت الشرطة إلى منزل في لوس أنجلوس الأمريكية، بعد ورود بلاغات عن إطلاق نار. وعندما وصلت الشرطة وجدت رجلاً ميتًا في غرفة الجلوس، مصابًا بعدة طلقات نارية، إحداها في مؤخرة الرأس.

زوجة الرجل القتيل، السيدة دوللي أوسترايش، عُثر عليها على قيد الحياة، ولكنها كانت محبوسة في خزانة.

عندما أخرجت الشرطة دوللي أخبرتهم أن لصًا اقتحم المنزل، وأغلق عليها باب الخزانة، لكن الشرطة شعرت بالريبة تجاه دوللي وقصتها.

قالت دوللي للمحقق إنها وزوجها لم يتشاجرا أبدًا. ولا حتى مرة واحدة. شدة إنكارها جعلت المحقق يشك في الأمر. فأي زوجين لا يتشاجران أبدًا؟ كما أن زوجها قتل بواسطة مسدس من عيار .25، وهو عيار صغير جدًا، ويعتبر عادة “مسدس نسائي”. فماذا يفعل لص بمسدس من هذا النوع؟

لكن الشرطة لم تتمكن من فهم كيف يمكن لدوللي أن تكون قد قتلت زوجها وهي محبوسة في الخزانة. وسيتضح لاحقًا أن هناك لغز كبير كان في حياة هذه الزوجة ما كان يمكن أن يتصوره أحد.

بداية العلاقة الغرامية

بدأت القصة التي أدت إلى جريمة القتل قبل عقد من الزمان، في ولاية ويسكنسن الأمريكية، عام 1913، عندما التقت دوللي بفتى يبلغ من العمر 17 عامًا يدعى “أوتو سانهوبر”.

في ذلك الوقت، كانت دوللي في الثلاثينيات من عمرها، وكان أوتو شابًا يعمل في صيانة آلات الخياطة. ذات يوم، اتصلت دوللي بزوجها الثري في العمل وأخبرته أن آلة الخياطة تعطلت. وعندما وصل أوتو لإصلاحها، فتحت دوللي الباب مرتديةً جوارب فقط ورداء حريريًا. وسرعان ما أصبح الاثنان عاشقين.

بدأ العاشقان يتقابلان في الفنادق المشهورة، ولكن الأنفاق الكبير، والمبالغ المهولة التي كانت تدفع، إيجار هذه الفنادق كانت تثير شكوك الذوج، ولهذا قررت دوللي أن تقوم بأخطر قرار يمكن أن يأخذه إنسان؛ إن تنقل أوتو للعيش في علّية منزلها ليبقى قريبًا منها!.

لم يكن زوج دوللي يدري ما كان يحدث داخل منزله. فكانت دوللي تُخرج أوتو من العلّية أثناء النهار عندما يكون زوجها في العمل، ليقوم بأعمال المنزل ويؤدي دوره كعاشق، ثم يعود إلى علّيته ليلًا قبل عودة الزوج.

وصف أوتو نفسه لاحقًا بأنه: “عبد جنسي” لدوللي.

واستمر هذا الروتين عامًا بعد عام، بعد عام، وكان أوتو يقضي أغلب وقته في العلية يقوم بشرب مشروب “الجن”، ويقوم بتأليف روايات جنسية فاشلة لنشرها.

الشرط الوحيد للانتقال إلى لوس أنجلوس


في عام 1918، قررت دوللي وزوجها مغادرة ميلووكي والانتقال إلى لوس أنجلوس. كان لدوللي شرط واحد فقط للانتقال هو أن يحتوي المنزل الجديد على علّية (سندرة). وقد تم العثور على منزل مناسب في منطقة “سيلفر ليك”، وكان يحتوي على علّية، فانتقل أوتو أيضًا إلى لوس أنجلوس.

واستمر الروتين ذاته في لوس أنجلوس لعدة سنوات أخرى، وبقي أوتو في العلّية حتى ليلة من عام 1922، حين دخلت دوللي في شجار صاخب مع زوجها. استمع أوتو إلى الجدال الذي إحتد شيئًا فشيئًا، وخشية على سلامة دوللي، اندفع من العلّية وهو يحمل مسدسًا من عيار .25.

عندما رأى فريدو زوج دوللي أوتو، استشاط غضبًا واندفع نحوه، وخلال العراك، أُطلق أوتو على الزوج ثلاث رصاصات أردته قتيلًا، بينما هو وقع في صدمة.

رتبت دوللي وأوتو مسرح الجريمة ليبدو وكأنه سطو مسلح. أخذ أوتو ساعة الزوج، واختبأت دوللي داخل خزانة. قام أوتو بإغلاق باب الخزانة من الخارج، ثم عاد إلى العلّية. لم تتمكن الشرطة من العثور على أوتو، وبالتالي لم تستطع تفسير كيف قتلت دوللي زوجها ثم حبست نفسها في الخزانة.

بعد وفاة زوجها، انتقلت دوللي إلى منزل آخر، كان يحتوي أيضًا على علّية، وانتقل أوتو معها. لكن أوتو لم يعد كافيًا لها، فبدأت دوللي في إقامة علاقات مع رجال آخرين.

وفي نهاية المطاف، أدركت الشرطة حقيقة ما حدث ليلة الجريمة، بعد أن أهدت دوللي ساعة زوجها (التي كانت قد زعمت أنها سُرقت أثناء السطو) لأحد عشاقها. ثم طلبت من عاشق آخر التخلص من المسدس عيار .25، فرماه في مستنقعات “لا بريا” القطرانية. كما طلبت من أحد عشاقها، والذي كان أيضًا محاميها، أن يشتري الطعام ويوصله لأوتو في العلّية. وعندما بدأ هؤلاء الرجال في الحديث للشرطة عمّا طلبته دوللي منهم، بدأت الصورة تتضح.

بعد مرور ثماني سنوات على مقتل زوجها، وجهت إلى دوللي تهمة التآمر على القتل، فيما وجهت إلى أوتو تهمة القتل.

اعتراف أوتو

اعترف أوتو في البداية، وروى للشرطة القصة كاملة. أخبر المحققين أنه كان يحب دوللي حبًا هوسيًا. وشرح أنه في تلك الليلة المشؤومة، كان يعتقد أن دوللي ستقتل، فأطلق النار على زوجها دفاعًا عنها. حتى إنه اصطحب الضباط إلى المنزل وأراهم المكان الذي كان يختبئ فيه في العلّية.

“لم أكن أظن أنه كان ينوي القتل، ولم أرد أن أفضح حياتي للعالم  بشأن وجوده في المنزل.”
دوللي أوسترايش

لكن لاحقًا، عندما وصلت القضية إلى المحاكمة، تراجع أوتو عن اعترافه. غير أن السلطات كانت قد جمعت بالفعل كل أجزاء اللغز. وأصبحت القضية حديث وسائل الإعلام، وأُطلق عليها اسم “جريمة عبد الحب”، أو “قضية الرجل الخفّاش”، في إشارة إلى سكنه في العليّة.

خلال المحاكمة، أقرت دوللي بأن أوتو هو من أطلق النار على زوجها، وأنهما سويا مسرح الجريمة ليبدو كحادث سرقة، لكنها أنكرت مشاركتها في القتل أو التغطية، وقالت إنها كذبت فقط لحماية أوتو.

قالت: “لم أكن أظن أنه يقصد فعلها، ولم أرد أن أفضح حياتي — بوجوده في البيت”.

شهدت دوللي بأنها كانت تحب زوجها، رغم أنها أخفت أوتو في العلية لعشر سنوات.

لكن الادعاء صورها على أنها قاتلة بدم بارد، وساعدت ودعمت عشيقها “شبح العلّية” في ارتكاب جريمة القتل.

قال المدّعي العام:

“إذا كان هناك أي تعاطف يشعر به في هذه القضية، فلا تهدروه على هذه المرأة. يجب أن يكون كل تعاطفكم مع الرجل الميت، الذي كان يبحث عن منزل وزوجة محبة، فقتل في بيته عندما اكتشف عشيق زوجته الخائنة في غرفته.”

وكانت كلمات الادعاء الأخيرة أمام هيئة المحلّفين بسيطة:

“اشنقوا هذه المرأة.”

الأحكام


أدين أوتو بتهمة القتل غير العمد، لكن أطلق سراحه لأن مدة التقادم القانونية لتلك الجريمة كانت قد انتهت. أما القضية المرفوعة ضد دوللي، فانتهت بهيئة محلفين منقسمة، مما أدى إلى إطلاق سراحها أيضًا.

بعد المحاكمة، دخلت دوللي في علاقة جديدة مع رجل آخر، وبقيت معه فعليًا لمدة 30 عامًا. توفيت دوللي في عام 1961 عن عمر يناهز 75 عامًا. أما مصير أوتو، فلا أحد يعرف ما حدث له بعد ذلك.

اسم الشارع تغير، لكن المنزل الذي قُتل فيه زوج دوللي، والذي عاش فيه أوتو في العلّية، ما يزال قائمًا حتى اليوم.

أقرأ أيضًا:

ليس قارون.. من هو أغنى رجل في التاريخ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!