ماتت مقتولة .. تعرف على البطلة الأولى لفيلم الباشا تلميذ قبل غادة عادل

الباشا تلميذ، هو واحد من أشهر الأفلام التي صُنعت في الألفية الجديدة، من تأليف بلال فضل وإخراج وائل إحسان، وبطولة كريم عبد العزيز وغادة عادل، وإنتاج زوجها مجدي الهواري.

لكن ربما لا يعرف الكثيرون أن غادة عادل لم تكن بطلة الفيلم، وإنما المطربة اللبنانية سوزان تميم التي قتلها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى عن طريق رجله محسن السكري، والتي لها مع الفيلم قصة نرويها في التقرير التالي

البداية

يحكي السيناريست بلال فضل في سلسلة مقالات حملت اسم “حكايتي مع المجني عليها”، على موقع رصيف 22، إن المنتج مجدي الهواري رشح أمام كريم عبد العزيز المطربة اللبنانية سوزان تميم، وذهبا لعمل لقاء معها مع مخرج العمل الأستاذ محمد ياسين، لكنها كانت أقل مما توقعا، فأعترض بلال فضل والمخرج وحتى كريم عبد العزيز على ترشيحها، لكن المنتج اقنعهم أن ترشيحها لضرورة في توزيع الفيلم لان سوزان كانت متعاقدة مع شركة روتانا التي تتولى توزيع الأفلام.

يقول بلال فضل: “ذهبت إلى مكتب المنتج لألتقي بها وكل ما أعرفه عنها طبقاً لكلامه أنها “لبنانية فاتنة الجمال وصوتها يجنن، وسرعان ما اتضح بعد لقائها أنها لبنانية عادية الجمال ولطيفة الصوت، وبدا لي أن وراء ترشيحها للدور “إنّ”، خصوصاً أن ملامح وجهها كانت أكبر من أن تكون لطالبة في السنة الجامعية الأولى”.

وبعد شد وجذب، تم استبعاد سوزان تميم من الدور، وقامت به زوجة المنتج مجدي الهواري، الفنانة غادة عادل، وتم استبدال المخرج محمد ياسين (ابن عمة كريم عبد العزيز)، بالمخرج وائل إحسان.

من هي سوزان تميم؟

سوزان تميم مطربة لبنانة من مواليد 23 سبتمبر 1977( أي أن وقت عرض الفيلم عليها في سنة 2004، كانت في السابعة والعشرين من عمرها”، ولدت في حي شعبي فقير في منطقة عائشة بكار أمام دار الإفتاء اللبنانية.

عانت سوزان عبد الستار تميم من طفولة صعبة بسبب انفصال والديها وهي في سنٍّ صغيرة، وعاشت مع والدها الذي حرمها من أمها، درست في كلية الصيدلة لكنها لم تكمل بعد أن تقدمت إلى برنامج ستوديو الفن الفني بعام 1996، حيث نالت الميدالية الذهبية عن الفئة التي اشتركت بها.

هربت سوزان تميم، من منزل أسرتها، وعمرها 18سنة، لتتزوج زميلها في الجامعة، علي مزنر، لكنها ضبطت «مزنر» يخونها مع صديقتها فقررت الهرب منه.

وتمثيليا، قدمت سوزان، مسرحية غنائية هي “غادة الكاميليا”، وتزوجت سوزان تميم ثلاث مرات، الأولى كانت من “علي مزنر” لكن تطلقا لاحقاً، والثانية من عادل معتوق وهو منظم حفلات لبناني تعرفت عليه عن طريق المخرج سيمون أسمر، وطلبت الطلاق لكنه رفض تطليقها، لكنها انفصلت عنه واستقرت في القاهرة، وطلب طليقها من نقابة الموسيقين منعها من الغناء، ومن شركة روتانا فسخ تعاقدها معها، ثم تزوجت للمرة الثالثة من بطل العالم في رياضة الملاكمة عام 2007 (الكيك بوكسينغ) العراقي رياض العزاوي وأقام معها في لندن 18 شهرا، وخلالها كانت تتلقى تهديدات من هشام طلعت مصطفى، لكنها انفصلت عن رياض بسبب تعدد علاقاته النسائية واكتشافها استغلاله له، وتركت لندن لتعيش في دبي.. ويا ليتها ما فعلت.

وفاة سوزان تميم

ولقيت سوزان مصرعها في دبي عندما عُثر عليها مقتولة في شقتها في مثل هذا اليوم، 28 يوليو 2008، أي قبل 17 عام، بعد أن عاجلها القاتل محسن السكري بمجرد دخوله باب الشقة بسكين على رقبتها، وبحسب موقع العربية، كشف مصدر أمني إماراتي بعد يومين من الحادث إن الجاني وجه إلى سوزان طعنات في وجهها ومناطق متفرقة في جسدها، وحاول فصل الرأس عن الجسد، لك أن تتخيل كم السادية والتوحش، القصد لم يكن القتل فقط، وإلا كان ضربها بسكينة واحدة كافية، القصد كان التعذيب والإذلال قبل الموت، وهو ما يعكس وحشية القاتل ونفسيته المريضة.

وتم العثور على الجثة بعد أكثر من 20 ساعة من ارتكاب الجريمة، بأحد الأبراج السكنية في المارينا بمنطقة الصفوح في دبي، حيث عثر رجال الشرطة على جثتها، بعد تلقي غرفة العمليات اتصالاً هاتفياً من ابن عمها، وبفحص كاميرات المراقبة، توصلت الشرطة لهوية القاتل الذي ظهر مرتديا قبعة تخفي ملامحه قليلا، وهو محسن السكري، ظابط شرطة مصري سابق، والذي اعترف إنه فعل ذلك، بناءا على طلب من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.

وقدمت المحكمة لهشام طلعت مصطفى ومحسن السكري تهمة القتل، وحكمت المحكمة على المتهمين يوم 21 مايو 2009 بإحالة أوراقهم لمفتي الديار المصرية تمهيداً لإعدامهم. وقام محامو المتهمين برفع دعوى نقض للحكم وتم التأجيل للحكم في شهر مارس من عام 2010..

وفي 14 مايو 2010، تنازلت عائلة سوزان تميم عن دعواها المدنية ضد هشام طلعت مصطفى، وتراجعها عن اتهامه بالتحريض على القتل، فيم يُعرف بحق الدم، وأنت تعرف يعني لماذا تنازلا؟، ليُحكم على الثنائي بالأشغال الشاقة المؤبدة.

حيث تمت معاقبة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، وضابط الشرطة السابق محسن السكري بالسجن المؤبد 25 عاما، وتم الافراج عن هشام طلعت مصطفى بعفو رئاسي في سنة 2017.، قبل إنه لأسباب صحية.

ثم خرج محسن السكري بعفو رئاسي أيضا في سنة 2022، لكن بعد أقل من أسبوعين من الإفراج عنه، أعاد القضاء المصري  محسن السكري خلف القضبان بتهمة غسل أموال بما قيمته مليون و990 ألف دولار.

وكانت سوزان قد تعرفت على هشام طلعت مصطفى عن طريق خالتها التي تعمل في فندق يمتكله هشام طلعت مصطفى، وساعدها على الخلاص من القضايا التي رفعها ضدها عادل معتوق، وفك عقد الاحتكار الذي مورس ضدها، لكن هشام كان يريد ثمن هذا الاتفاق، والثمن كان سوزان تميم نفسها، لكنها رفضت، فانتهت الأمور إلى ما آلت إليه.

بحسب عادل معتوق، زوج سوزان تميم السابق، فهشام طلعت مصطفى عرض على سوزان 50 مليون دولار، لتعود إليه وإلا فإنه سيدفع مليون دولار لمن يقتلها، وقد فعل الأخيرة بالفعل لكنه دفع 2 مليون دولار، بحسب اعترافات محسن السكري. 

وكان محسن السكري، يرتدي قبعة وأوهم سوزان أنه يحمل إليها طردا من المكتب العقاري الذي اشترت منه شقتها، واستطاع إرسال رسالة إلكترونية من كمبيوتر هذا المكتب مما جعلها تنتظره، واستخدم خنجرا حربيا تستخدمه القوات الخاصة، لكن ما أوقع به، هو أنه استخدم بطاقة إئتمان بنكية باسمه، وهو ما جعل الشرطة تتوصل إليه، فتم القبض على «السكري» بينما كان يسترخي في أحد حمامات السباحة في أحد الفنادق، واعترف أنه قتل سوزان بعد اتفاق مع هشام طلعت مصطفى، وحصل على 300 ألف دولار عربون، وضبطت الشرطة مليون دولار، حصل عليها محسن السكري، من هشام طلعت مصطفى، وكان يضعها في بوتجاز شقته، بحسب المصري اليوم.، وكان السكري ينوى الهجرة للبرازيل في اليوم الذي قُبض عليه فيه. 

وبعد سنوات من وفاة سوزان تميم، انتشر مقطع صوتي على شبكات الإنترنت، تكشف سوزان فيه عن تلقيها تهديدات بالسجن من رجل الأعمال، ويظهر صوتها في التسجيل مرعوبًا ومنهارة، كاشفة عن سيطرة رجل الأعمال المصري على حياتها، وأكدت بطرق غير مباشرة إنها رفضت بيع نفسها له، وان سبب دعمها لها في مصر هو رغبته بها.

تسجيل منسوب لسوزان تميم قبل الحادث.

رحلت سوزان تميم، لكن سيبقى يوم 28 يوليو سنة 2008، شاهدا على جريمة بشعة، للأسف لم يحصل فاعلوها على ما يستحقوه.