
في أوائل الستينيات، لمع برنامج “نجمك المفضل” كأحد أبرز البرامج الأسبوعية على شاشة التلفزيون المصري، من إعداد الصحفي مفيد فوزي وإخراج سعيد عيادة، وتقديم الإعلامية اللامعة ليلى رستم. منذ انطلاقه عام 1963، اعتمد البرنامج على استضافة أعلام الأدب والفن والرياضة، فجلس أمام الكاميرا أسماء بحجم محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، فاتن حمامة، طه حسين، عمر الشريف، والملاكم العالمي محمد علي كلاي. كانت الحلقات تُصور من داخل مبنى ماسبيرو التاريخي وتبث على الهواء مباشرة، في زمن لم تكن فيه تقنيات المونتاج تسمح بحذف أو تعديل ما يقال أمام الجمهور.
وسط هذا النجاح، جاءت إحدى حلقات عام 1964 لتكسر المألوف وتثير الجدل، حين استضافت ليلى رستم النجم الشاب أحمد رمزي، في لقاء اتسم بالعفوية والجرأة والطرافة، وتحول إلى حديث الشارع لأسابيع، ليس فقط بسبب الأسئلة والإجابات، بل أيضًا لما رافقه من أحداث وشائعات استمرت لسنوات.
ياختي عليه
في عام 1964، وبعد عام واحد من انطلاق البرنامج، استضاف ليلى رستم النجم الشاب أحمد رمزي، الذي كان يبلغ حينها 34 عامًا وقد لمع نجمه منذ سن الخامسة والعشرين. ظهر رمزي في الاستوديو مرتديًا قميصًا مفتوح الأزرار يكشف عن صدره، وسلسلة تتدلى منها خرزة زرقاء.
لم تتردد ليلى رستم في انتقاد مظهره، وسألته عن سبب ارتدائه تلك الخرزة، فأجاب ضاحكًا: إن زوجته تخشى عليه من الحسد. لترد رستم بلهجة مازحة: “ياختي عليه”، ما أثار ضحكات الجمهور. ولكنها لم تكن تعرف عواقب هذه الكلمة، التي وجدها البعض منافية للآداب العامة.
امتد الحوار بينهما لأربعين دقيقة، لكن أصداء الحلقة لم تتوقف عند ذلك؛ إذ أُوقف البرنامج لفترة قصيرة بعد عرضها، قبل أن يعود إلى الشاشة مرة أخرى.
وعلى المستوى الاجتماعي ردد الصحف خبر آخر ارتبط بليلى رستم وهي أنها تطلقت من زوجها بسبب هذه الحادثة، التي جرت الكثير من المشاكل.
بعد سنوات، علقت ليلى رستم على تلك الواقعة بقولها: «هو كان حاجة غريبة بالنسبة للزمن بتاعنا»، وأوضحت أن تعليقها وقتها كان بنبرة تهكمية، وأنها شعرت بملامح الطفولة في شخصيته.
تعليق أحمد رمزي:
في لقاء لأحمد رمزي مع الإعلامي محمد السماحي حكى رمزي أن القائمين على البرنامج حدثوه بعد ذلك وقالوا أن زوجها اتصل به بعد اللقاء، وطلب لقاءه، وعلق “كان صاحبي”، فقال له حامد الكرداني أن القائمين على البرنامج يريدونها أن “تمشي”، فقال رمزي: أنا معرفش حاجة عن الموضوع دا، تحبني أعمل حاجة، قال له لا، وعلق رمزي: “وبعدين راحت بيروت، وقابلتها واشتغلنا سوا بس الكاميرا مدارتش”.
توقف البرنامج:
واقعة أحمد رمزي الثانية:
لم تكن هذه الواقعة هي الأولى والأخيرة لأحمد رمزي مع ليلى رستم بل تسبب لقاء آخر في مشاكل معهما بعد ذلك بعدة سنوات، ففي عددها الصادر في عام 1968 وتحت عنوان “لقاء لم يتم” حكت مجلة الشبكة واقعة غريبة حدثت بين النجمين. ولكن هذه المرة في برنامج “نجوم على الأرض”.
وقالت المجلة أن أحمد رمزي ذهب لتصوير حلقة من البرنامج، ولكن بسبب انقطاع الكهرباء لم يتم البرنامج، وتسبب ذلك في غضب أحمد رمزي ورحيله، على أمل مواصلة التسجيل في اليوم التالي، ولكن فوجيء طاقم الإعداد وليلى رستم أن أحمد رمزي يطلب مقابل مادي لحضوره ثانية.
وقالت ليلى رستم أن سياسة البرنامج لا تعطي اموال للفنانين الذين يحضرون، فقد حضر فريد الأطرش وبديعة مصابني ووديع الصافي وعبد السلام النابلسي، ولم يطلب منهم أحد مقابل مالي، ليقول أنا محتاج لفلوس.. أنا هنا جاي اشتغل. لتجيبه: يا أستاذ أحمد افهمني.. ليقاطعها: أنا لا أفهم إلا الفلوس. وانتهت القصة عند هذا الحد، بعد أن رفض التلفزيون اعطائه أي مقابل.
ويتضح أن هذا اللقاء هو ذلك الذي حدث في بيروت والذي تحدث عنه رمزي في لقائه مع السماحي إنه متمش “لأن الكاميرا مدارتش”.
ابنة ليلى رستم تنفي الطلاق:
بعد سنوات تطرقت ابنتة المذيعة ليلى رستم، إيمان الكرداني، إلى ما أثير من شائعات عقب الحلقة، إذ زعمت بعض الأخبار أن اللقاء تسبب في انفصال والدتها عن والدها، رجل الأعمال حامد الكرداني. إلا أن إيمان نفت ذلك جملةً وتفصيلًا في حوارها ببرنامج الستات ميعرفوش يكدبوا، مؤكدة أن الانفصال وقع عام 1970، أي بعد خمس سنوات من الحلقة، ولا علاقة لأحمد رمزي بالأمر.
اقرأ أيضًا: