الفنتقاريرسلايد

قصة لبنى عبد العزيز مع عبد الناصر من الحب للعداء والهجرة

حكايات لبنى عبد العزيز

 

ولدت الممثلة المصرية لبنى عبد العزيز في الأول من أغسطس عام 1935، وهي الابنة البكر للكاتب والناقد الصحفي حامد عبدالعزيز، وكانت من بين أشهر نجمات السينما في مصر. أثار تألقها المبكر انتباه الجميع، خاصة بعد كونها اشهر فتاة تخرجت في الجامعة الأميركية في القاهرة فهي التي قدمت جمال عبد الناصر أثناء إلقاء كلمة للطلبة في الجامعة الامريكية، ثم نالت درجة الماجستير في التمثيل من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.

ومع ذلك تصف لبنى عبد العزيز عبد الناصر في حوار لموقع جلولي قائلة: “ناصر كان محبوباً إلا أنه كان ديكتاتوراً نصّب من نفسه أب لكل المصريين رغم أنه كان يكبح جماح أي شخص يريد المعارضة، وهو ما قتل فكرة الديمقراطية عند جيلنا”، وتتهمه بأنه السبب فء هجرتها بعد التضييق على زوجها في مصر من رجاله، وكان عليها أن تختار بين الفن وبين أن تظل بجوار أسرتها في أمريكا فاختارت أسرتها. 

 وأضافت: “زوجي كان يفضل الإقامة بأمريكا لطبيعة عمله، ولوجود الكتب التي يحتاجها هناك لأن في زمن عبد الناصر كانت هناك الكثير من الكتب ممنوعة التداول حتى وإن كانت غير سياسية”. 

عظماء من زمن الحب والفن الجميل.. لبنى عبد العزيز عروس النيل.. هاميس السينما ورمز الحب الأول.. قدمت سمير صبرى وساعدت نادية لطفى فى أول الطريق.. وتركت الفن 30 عاما من أجل زوجها..

وبحسب مذكرات لبنى عبد العزيز للكاتبة هبة محمد علي “لبنى.. قصة امرأة حرة”، كلفها عبد الناصر بتقديم البرنامج التلفزيوني “الغرفة المضيئة”، فرفضته لبنى في البداية لتخوفها من حرق نجوميتها كممثلة، كما أن البرنامج تم تحضيره في البداية للإعلامية ليلى رستم التي تزوجت وسافرت إلى لبنان، ولكن انصاعت لبنى لأوامر عبدالناصر الذي جمعتها به لقاءات مختلفة في الحفلات الرسمية للجامعة الأميركية، حيث تحدثت معه على منصة الجامعة عن مسيرته وكان يرحب بالحديث معها لثقافتها وعلمها واختلافها.

قصة امرأة حرة" كتاب يسرد حياة الفنانة لبنى عبد العزيز - اليوم السابع

ويمتد دور عبد الناصر في حياة لبنى، ليلعب دور مهم في سفر والدتها السيدة أمينة للعلاج في لندن، حيث وافق على تسهيل إجراءات سفرها إلى لندن ولكن السيدة أمينة توفيت بعد الجراحة بأيام قليلة رغم نجاح العملية الجراحية التي أجرتها.

بداية عالم الفن

دخلت لبنى عالم الفن منذ نعومة أظفارها، فقد انضمت في سن العاشرة إلى برامج الأطفال الإذاعية، وعندما التحقت بالجامعة الأميركية شاركت في فريق التمثيل، وظهرت على خشبة المسرح داخل الحرم الجامعي. لكن انطلاقتها الحقيقية جاءت بفضل إجبار المنتج رمسيس نجيب لوالدها بالموافقة على دخولها عالم الفن. فظهرت لأول مرة في فيلم “الوسادة الخالية” مع عبدالحليم حافظ، وحققه فورًا نجاحًا هائلًا، لتتوالى بعدها الأعمال البارزة، مثل “عروس النيل”، “وإسلاماه”، و“غرام الأسياد”.

زواج هز مصر وطلاق غريب

لبنى عبد العزيز والمنتج رمسيس نجيب

تزوجت  لبنى عبد العزيز من المنتج رمسيس نجيب بعد أن أعلن إسلامه، وكان زواجهما من أشهر الزيجات في الوسط الفني آنذاك. وصفت لبنى زواجها به بعبارات امتنان، فقالت إنه كان رجلاً قوي الشخصية، يفهم تفاصيل العمل السينمائي، من المكياج إلى الإضاءة، وقد منحها التوازن الفني من خلال تبادل المعلومات الثقافية والمعرفية، وإنه لم يصنعها كما يروج، بل تبادلا الخبرات والثقافات المهنية، فهي كانت ترشح له الأعمال التي سينتجها بناءا على ذائقتها الأدبية.

مائة عام على ميلاده..حكايات عن رمسيس نجيب منقذ «البسبوسة» - الأهرام اليومي

كان هناك فارق في السن بينهما يقارب عشرين عامًا، كما أن الزواج كانت حركة جريئة اجتماعيًا، خاصة بعد إعلان نجيب اعتناقه الإسلام. لكن على الرغم من البداية الواعدة، تصاعدت موجة المشاكل الزوجية بسبب الغيرة الشديدة التي كانت تسبب تأثيرًا سلبيًا على علاقتها الفنية، مما أدى إلى تطور الأمر في النهاية إلى انفصال مرير.

خبر الطلاق

استفاقت لبنى عبد العزيز ذات صباح لتقرأ خبراً صادماً عن طلاقها في الصحف، لتضحك متسائلة عما يجري وما يطلقه الصحفيون من الشائعات، ثم تلقّت مكالمة من محامٍ ينوب عن نجيب يطلب أن تستلم منها وثيقة الطلاق، قائلا: “

“بكل ذوق من فضلك يا مدام لبنى ارسلي شخص لاستلام ورقة الطلاق”.

وانتهت تلك العلاقة الطويلة بخبر مؤلم أنهى شريط حياتها الزوجية تمامًا، حرفيا كانت لبنى في هذا الطلاق “أخر من يعلم”.

بدءًا من عام 1967، قدّمت عددًا من الشخصيات السينمائية القوية، مثل “سميرة” في “المخربون”، و“سناء” في فيلم “العيب” المستوحى من قصة يوسف إدريس التي تحمل نفس الاسم، ومشهد المتسولة “شَكَلْ” في فيلم “إضراب الشحاتين”،

اختفاء وهجرة

لبنى-عبد-العزيز-(22)

لكنها اختفت بعد ذلك بهجرة إلى الولايات المتحدة في نهاية الستينيات، برفقة زوجها الطبيب إسماعيل برادة. وكان شديد الذكاء،والتفكير والإبداع والفن والطب، فقد كان رسامًا ومبدعًا ومحبًا للفنون، لدرجة أنها واصلت حياتها كربة منزل، قبل أن يرحل عنها.

تصف لبنى عبد العزيز عصر عبد الناصر بالعصر الصعب، فرغم حب الفنانين لجمال عبد الناصر، كان من السهل أن يقبض عليك لأي سبب، تقول في حوار لصحيفة الشرق الأوسط: ” تم القبض على زوجي أثناء عودته للمنزل عندما اعترضت طريقه سيارة وذهبت به لمكان غير معلوم، رغم أنه لم يمارس أي نشاط سياسي، فهو طبيب ولا علاقة له بالسياسة أو الأوضاع السياسية القائمة وقتها، كل ما في الأمر أن شخصًا نقل للأجهزة الأمنية أنه تحدث بكلام معين في أحد جلساته الخاصة مع أصدقائه، فتم القبض عليه والتحقيق معه لأكثر من 6 ساعات، ولولا تدخل والدي واتصاله بالمخابرات والجيش لإصلاح الأمر لم يكن ليخرج زوجي آنذاك، رغم براءته وأنه لم يفعل شيئًا يستحق عليه ما حدث معه.

وبعد وفاة الزوج وزواج البنات، فكرت لبنى عبد العزيز للعودة لمصر مرة آخرى رافضة فكرة الهجرة، ومتمنية أن تموت في مصر كما ولدت فيها..

عادت لبنى في التسعينيات، لتواصل في شريط الإبداع في أعمال مثل “الوسادة لا تزال خالية”، ومسرحية “سكر هانم”، ومسلسل “عمارة يعقوبيان”، وفيلم “جدو حبيبي”، وفي رصيدها الفني مشاركتين ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري، هما “أنا حرة” في 1959، و“إسلاماه” في 1961.

إلى جانب إنجازاتها الفنية، لعبت لبنى دورًا مهمًا في اكتشاف موهبة الفنان الكبير عبدالله غيث، حين رشّحته لدور البطولة في فيلم “أدهم الشرقاوي” رغم اعتراضات بشأن عدم شهرته، مؤكدة أن موهبته هي التي أهلته للنجاح.

رُشحت لبنى كذلك للعمل في هوليوود، فقد مثلت مع روجر مور في إنجلترا وفيتوريو جاسمن في إيطاليا، وعرضت عليها شركة “مترو جولدن ماير” الأمريكية عقدًا احتكاريًا لسبع سنوات، لكنها رفضته قائلة إن قيود التعهدات والمراقبة المستمرة لا تتناسب مع هويتها كامرأة مسلمة شرقية، مما دفعها إلى الإبقاء على استقلالها والحفاظ على خصوصيتها.

5 أفلام مع رشدي أباظة

أنتيكا: كيف طاردت لعنة الفراعنة لبنى عبد العزيز

تعاونت بشغف وحيوية مع الفنان رشدي أباظة في خمسة أفلام هي: “آه من حواء”، “عروس النيل”، “بهية”، “إسلاماه”، و”العيب”، وقدمت له شهادة تقدير في حوار لها، معتبرة إياه إنساناً نادراً، كريمًا وفَكِهًا، كان يملأ المكان بالحب والفرح.

كما نالت إعجاب الرئيس أنور السادات الذي أطلق اسم “لبنى” على ابنته، حين أخبرها بنبرة ساخرة أنه حينما دعا “لبنى” ظن أن الكنية التي تناديها هي ابنته، فابتسمت وقالت له إن الاسم كان نادرًا آنذاك، وكانت أول من حمله في المجتمع المصري.

 

وخلال مشوارها، تركت لبنى عبد العزيز إرثًا فنيًا غنيًا، منحه لمسة فريدة في ذاكرة السينما المصرية وتأكيدًا هاديًا على أن الفن والاختيار الشخصي يمكن أن يمثّلا رسالة ثابتة وثقافة تنضم إلى سجل النجمات اللواتي حملن مبادئهن إلى القمة.

أقرأ أيضا :

سالمة بنت سعيد.. الأميرة الهاربة إلى الأبد

هكذا انتقمت.. عندما طلب قروي أم كلثوم في بيت الطاعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!